منتدى الدكتور احمد شاكر العلاق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور احمد شاكر العلاق

منتدى يهتم بنشر الدراسات التأريخية بصورة عامة وتأريخ ايران وتركيا الحديث والمعاصر بصورة خاصة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاسرة الزندية (1753 -1794م)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الدكتور احمد شاكر العلاق
Admin
الدكتور احمد شاكر العلاق


المساهمات : 70
تاريخ التسجيل : 18/10/2012
العمر : 41
الموقع : جمهورية العراق - النجف الاشرف

الاسرة الزندية (1753 -1794م)      Empty
مُساهمةموضوع: الاسرة الزندية (1753 -1794م)    الاسرة الزندية (1753 -1794م)      Icon_minitimeالخميس أكتوبر 18, 2012 10:13 pm

برزت أسرة الزند الكوردية وتألقت في عهد زعيمها ومؤسس امجادها الأول (كريم خان بن ايناك الزند 1113-1193هـ) الذي استطاع بحنكته وشجاعته ونبوغه الشخصي الوصول الى كرسي الحكم في ايران والتمسك بمقاليده طوال 30 عاما تقريبا. وبعده استمر حكم اسرته سنوات أخرى لحين افول نجمها وانتهاء سلطتها عقب القضاء على اميرها النابغ (لطف علي خان) من قبل القاجاريين.
ولد كريم خان وترعرع في قرية (اليريه) عام 1701م التابعة لمدينة (ملاير) الواقعة في الشمال الغربي من ايران والتي كانت بمثابة المقر الدائم والرئيسي للزند الرحل (من فروع قبيلة اللك الكوردية المعروفة). وقد ظهرت بوادر نبوغه ومؤهلاته القتالية الفذة سريعاً عقب انخراطه في جيش (نادر شاه) منذ العام 1727م , الذي حرص على تعزيز قواته التي سيطرت على اراضي (اللور والبختيارية) بمقاتلي (اللك) وبضمنهم موضوع بحثنا (كريم خان) الذي واصل فيما بعد تألقه وتدرجه بالمناصب العسكرية في جيش عادل شاه (عقب مصرع شقيقه نادر شاه) حتى اصبح قائده اخيراً.
ولكن سرعان ما وقع الخلاف بينهما وطلب كريم من عادل شاه الاذن بالرجوع مع عشيرته الى موطنهم في ملاير الا ان عادل رفض وقرر كريم ترك صفوف الجيش والتوجه مع افراد عشيرته الى ملاير .
ثم استفاد (كريم خان) من ظروف الفوضى والأنهيار التي سادت ايران، فتمكن ببسالته ودهائه من السيطرة على تلك الأوضاع وارساء دعائم حكم اسرته، مخلداً بهذا الأنجاز الكبير اسمه واسم الزند في ذاكرة التأريخ خلال المدة (1749 -1779م) .
لقد كان لزاماً على (كريم خان) وقبل نجاحه في التمسك بمقاليد السلطة في ايران ان يخوض صراعاً صعباً ومتواصلاً مع خصومه الأقوياء على السلطة والنفوذ تخللته انتصارات باهرة ونكسات مريرة احياناً، بيد أن صفاته القيادية واستماتة جيشه وقادته المؤلفين من ابناء (اللك) غالباً (وعلى رأسهم اخواه صادق خان وزكي خان) مكنته في النهاية من تحقيق مجد اسرته الحاكمة التي حظيت بالأعجاب والأهتمام على صعيد ايران والمنطقة، فأصبحت عاصمته (شيراز) مركزاً حضارياً وعمرانياً واقتصادياً مزدهراً استتبت فيها مظاهر الأمن والعدل والرخاء كثيراً.
لم يكتف (كريم خان) بالنجاحات والمكاسب الكبيرة التي حققها على صعيد بلاده ايران والمتمثلة باخضاعه لاقاليم ومناطق هامة وشاسعة تحت سلطانه ومنها، شيراز واصفهان وكيلان ومازندران وارجاء واسعة من آذربيجان وغيرها، بل سعى ايضاً بهدف ضم بعض مناطق نفوذ العثمانيين الى حدود مملكته وتوسيعها على حسابهم ولاسيما في اعقاب انتهاج واليهم في بغداد (عمر باشا) سلوكاً معادياً لمصالح الأيرانيين وتعمده فرض بعض الرسوم المالية على زوارهم القادمين الى العتبات المقدسة في العراق. ونتيجة لذلك وبهدف كسر شوكة الحكم العثماني في العراق، ارسل (كريم خان) جيشاً كبيراً بقيادة شقيقه (صادق خان) لاحتلال ولاية البصرة، فتمكن هذا الجيش الجرار، عقب اجتيازه لشط العرب بواسطة جسر مؤلف من العبارات، من تطويق مدينة البصرة واحتلالها عام 1776 بعد حصار طويل دام 13 شهراً، وظلت البصرة خاضعة لحكم الزند، ردحاً من الزمن وعومل اهلها بالرعاية والحسنى من لدن (صادق خان) الذي عاد الى بلاده عقب وفاة شقيقه (كريم خان) فأصبحت الفرصة سانحة للعثمانيين كي يعيدوا البصرة الى حكمهم.
كما شهد عهده تردي االعلاقات مع الانجليز ووصلت ازمة العلاقات بين الطرفين الى ذروتها عندما سحبت شركة الهند الشرقية ممثلها من بوشهر الى البصرة وكان ذلك احدى العوامل االتي دفعت كريمم خخان للاستيلاء على االبصرة , علاوة على رغبته بتامين الوضع الداخلي وذلك باشغال الاهالي بالحروب الخارجية ضد العثمانيين . وقد بقي الايرانيون في البصرة قرابة خمس سنوات لم يبارحوها الا نتيجة لتطورات الاحداث في ايران ععقب وفاة كريم خان في 13 صفر عام 1771م بمرض السل عن عمر ناهز الاربعة والسبعين عام .
ايران في عهد خلفاء كريم خان الزند
واجمالاً عاشت حكومة الزند وعاصمتها شيراز (الواقعة جنوب غرب ايران) سنوات مجيدة في عهد زعيمها (كريم خان) الذي اتصف الى جانب شجاعته ومؤهلاته القيادية المعروفة ونبوغه ودهائه في تصريف شؤون بلاده، لكن ذلك العهد البهي من عمر حكومة الزند لم يستمر بعد وفاة (كريم خان) جراء مرضه اذ سرعان مادبت الصراعات الدموية والتصفيات الجسدية الحادة بين اعضاء العائلة الحاكمة المتنافسين فيما بينهم على السلطة والنفوذ والذين لاقوا بسبب ذلك نهاياتهم المفجعة تباعاً فنتج عن ذلك الوضع المرير هلاك كل من ابناء كريم خان (صلاح خان وابو الفتح خان ومحمد علي خان) على ايدي اقاربهم وفرار ابنه الآخر (ابراهيم خان) صوب كوردستان الجنوبية منشداً النجاة بعد تعرضه الى تعذيب شديد من لدن (أكبر خان بن زكي خان) اكثر افراد العائلة الحاكمة قسوة وبطشاً بحق اقاربه والذي لاقى بدوره مصيراً مماثلاً للذين تمت تصفيتهم سابقاً وبضمنهم والده (زكي خان) وعمه (صادق خان) مع ثلاثة من أولاده وغيرهم.


وقد حاول زكي خان، الاخ غير الشقيق لكريم خان، استغلال الوضع والتفرد بالحكم عقب وفاة أخيه، لكنه لم يهنأ بذلك سوى فترة وجيزة، بسبب المعارضة الشديدة التي واجهته من ابناء الاسرة الذين أيدوا تنصيب (ابي الفتح خان نجل كريم خان)، على العرش (1779-1782م) والذي أثبت بمرور الايام عدم أهليته للمهمة الموكلة اليه، وذلك لضعف شخصيته وانهماكه في ملذاته وأهوائه الخاصة، فاحتدم الصراع على العرش كثيراً بين الزعماء الاقارب الطامحين بالسلطة والنفوذ، امثال صادق خان وزكي خان وابن اخته علي مراد خان الذي انفرد بالحكم خلال (1782-1785م) جاعلاً من اصفهان مقر حكمه، بيد انه فشل بدوره، رغم نبوغه وشجاعته، في التمسك بزمام الامور طويلاً ورأب التمزق الحاصل في اركان دولته المضطربة، وقد وافته المنية اثر مرض (الدزانتري) وهو يستعد خارج اصفهان لملاقاة جعفر خان بن صادق خان، فسنحت لهذا الاخير فرصة الحكم بدوره خلال (1785-م1789) لكنه هزم امام (آغا محمد خان القاجاري)، الذي انتزع منه اصفهان، ففر (اي جعفر) الى شيراز جامعاً فيها قواته مجدداً، حيث تمكن بعد معارك دامية من التمسك بزمام الامور ومطاردة خصمه القاجاري (آغا محمد) صوب طهران، لكنه ما لبث ان قتل في شيراز اثر مكيدة مدبرة، فتولى الحكم صيد مراد خان، احد المتآمرين على حياة سلفه (جعفر خان) فأجبر ذلك الوضع، الامير لطف علي خان بن جعفر خان، الذي كان قائداً شجاعاً في جيش والده المغدور وعمره 18 عاماً، على الهرب باتجاه بوشهر، مستنجداً بالزعيم القبلي العربي الشيخ ناصر (المقرب من أسرة كريم خان) فلبى الشيخ الشهم طلبه، لكن مرضه جعله يعين نجله الشيخ نصير لتنفيذ المهمة وتهيئة الجيش المعد لمساعدة لطف علي خان ومهاجمة شيراز، ولما تقدمت القوات التي أرسلها صيد مراد خان لاعتراض الجيش المذكور حدث تمرد في صفوفها، فانضم اغلب قادتها الى جانب الامير (لطف علي) بينما نجح الحاج ابراهيم الملقب بـ(شاه ساز) وهو حاكم شيراز ومن الرؤساء المحليين الكبار، ومعه انصار الامير الشاب في حسم الامر نهائياً داخل شيراز لصالحهم فاطاحوا بصيد مراد خان واعوانه.
دخل لطف علي خان شيراز فأستقبل استقبالاً حاشداً، ثم اعتلى العرش وتقلد تاج الحكم وسط افراح غامرة فعاد لدولة الزند قدر كبير من بريقها السابق، وتحديداً خلال الشطر الاول من عهده الذي دام ست سنوات (1789-1795) فكان ذلك مبعث خيبة عظيمة لاغا محمد القاجاري الذي أذاقه لطف علي خان هزيمة نكراء مطارداً اياه نحو طهران مجدداً، فلجأ هذا الى التآمر والدسيسة ضد أمير الزند، حيث وجد ضالته المنشودة في الحاج ابراهيم المقرب من الامير فشرع الشخص المذكور بتنفيذ خيانته واخبار الزعيم القاجاري سراً بمخططات لطف علي الهادفة الى القضاء عليه واحتلال طهران واصفهان، وبينما كان الامير الشاب متوجهاً مع جيشه لاحتلال هذه الاخيرة (اي اصفهان) أفلح المتآمرون في تحريض الجيش المذكور ضد الامير والتمرد عليه، فيما نجح رأس الفتنة الحاج ابراهيم في السيطرة على شيراز تمهيداً لتسليمها بأيدي القاجاريين، فحظي جزاء غدره وتآمره بمنصب الصدر الاعظم لديهم فيما بعد، وهكذا ارتكبت الفضائع والاهانات بحق اسرة الزند العريقة الحاكمة التي نقل القاجاريون افرادها الى شمالي ايران، حيث لم تسنح الفرصة لزعيمهم لطف علي كي ينقذهم من ذلك المصير المؤلم .
وبعد جهود كبيرة نجح لطف علي خان في تجميع وتحشيد القوات حوله، فقاتل القاجاريين بلا هوادة ملحقاً بهم ضربات موجعة، ثم توج مساعيه الشجاعة تلك بمحاصرة شيراز تمهيداً لتحريرها، لكن الحظ خانه مجدداً، فقصد مجبراً المناطق الجنوبية الشرقية من ايران وسط ظروف صعبة للغاية، فناصره اشراف وعلماء كرمان الذين آزروه وبايعوه مخلصين، فدفعه ذلك الى ارسال عمه المخلص (عبدالله خان) لاخضاع المدينة (كرمان) فباغت المذكور وجنده حماة المدينة الذين استسلموا بشكل كامل عقب الصولة الثانية من الهجوم (عام 1208هـ-1794م) في 6 شعبان من العام المذكور توج لطف علي خان ملكاً على كرمان، فصكت النقود وتليت الخطب باسمه ، ثم شرع الملك الشاب بتحصين المدينة وتعزيز جيشه المؤلف من الكورد والعرب والافغان، فباءت محاولات القاجاريين الهادفة لاحتلال كرمان بالفشل، وأخيراً لجأوا الى محاصرتها وتطويقها، ولكن دون جدوى ايضاً، مما اجبر اغا محمد على اتباع المكر وشراء الذمم كدأبه المعهود، فوفق في كسب حراس احد ابراج المدينة وقائدهم نجف قلي خان الذين فتحوا (عصر الجمعة من يوم 29 ربيع الاول ( 1209هـ-1795م)، باب البرج امام جنود العدو الذين نفذو منه داخلين، فقوبلوا بمواجهة مستمية من قبل لطف علي خان وجنوده، لكن بعد فوات الاوان، وبعد قتال شديد، افلح زعيم الزند وبعض اتباعه في كسر الطوق المفروض عليهم والهرب باتجاه قلعة (بام-به م) في أقصى الجنوب الشرقي من مقاطعة كرمان، ومن جديد شاء طالعه النكد ان يكون ضحية مكيدة خبيثة هناك، حيث تفرق عنه اعوانه وخاض لوحده قتالاً بطولياً شجاعاً، الى ان سقط بأيدي اعدائه متأثراً بجرحين اصيب بهما خلال تلك المواجهة غير المتكافئة، ثم ارسلوه الى خصمه اللدود اغا محمد المتواجد في كرمان فسمل عينيه بنفسه قبل قتله، كذلك لاقى عمه عبدالله خان وغيره نهاياتهم المأساوية على أيدي القاجاريين.
ولم يكتف القائد القاجاري السفاح بذلك، بل صب جام حقده الاسود على أهل كرمان المناصرين للطف علي خان، فامر بأقتلاع عيون 20 ألفاً من الرجال والشباب الكرمانيين، ولما قدموا له العدد المطلوب من العيون المقتلعه وتأكد من الحساب، أكد للمأمور المكلف بانجاز تلك المهمة القذرة قائلاً: والله.. لو كان المجموع المطلوب (20 ألف زوج) يعوزه زوج واحد فقط، لكنت اقتلعت عينينك! وقيل أيضاً، انه اقتلع عينيه فعلاً، لان المجموع كان ينقصه زوج واحد فعلاً! كما أمر الطاغية الوحش بذبح 900 أسير حرب من اتباع لطف علي خان ابتهاجاً بأسره، وبناء هرم من الرؤوس المقطوعة في نفس المكان الذي أسر فيه، وذلك تخليداً لتلك المناسبة العزيزة على قلبه الحقود المريض!
كذلك اوعز بهتك اعراض أهل كرمان وسبي فتياتهم ونسائهم وتوزيعهن على جنوده، واستمرت موجات الانتقام والتنكيل الوحشية طويلاً بحق السكان المغلوبين على أمرهم، وبانتهاء عهد الزند، انتقلت سلطتهم الى الزمر القاجارية التي مهد انتصارها المجال لاعتلاء سلالة تركية الاصل عرش ايران.
جدير ذكره ان الحاج ابراهيم الشيرازي الخائن واصل مؤامراته وتجاوزاته المشبوهة في عهد فتح علي شاه القاجاري الذي خلف اغا محمد عقب موته فأصبح مع اتباعه مصدر تهديد حقيقي للشاه الجديد الذي كانت نهاية لطف علي خان ماثلة امام عينيه، فقضى على شرورهم عبر خطة محكمة، ثم أمر بسمل عيني الحاج ابراهيم وقطع لسانه السليط وأرساله مكبلاً مع عياله الى قزوين في الشمال حيث قضوا نحبهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ahmedalalaq.freeiraq.biz
 
الاسرة الزندية (1753 -1794م)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكم الاسرة القاجارية
» الاوضاع السياسية قبل حكم الاسرة الصفوية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور احمد شاكر العلاق :: تاريخ الدولة الزندية-
انتقل الى: